29.11.12

خطأ و جزاء

على شاطئ البحر العريض, و فى ضوء النهار الذى أعطى للبحر لونا أزرقا خافتا يسرق الانظار, و يقلِّبُ الأوجاع,كان قد إنتهى من سرد آلامه إلى البحر و همّ بالعودة من حيث اتى , إلى أن إستوقفه بابا إسودا قصيرا , و قطة تعبر من خلاله كأنها تناديه أن إتبعنى , وقف امام الباب شاردا ثم هم بالدخول فى إستثقال من كثرة ما كان يحمل من آلام اثقلته على الدخول و تلويث قلبه مجددا , و لكنه إستسلم و دفع الباب بأصابعه فى وهن و سار يتبع القطة كانت تبدو أنها هناك لنفس الغرض الذى أحضره إلى هنا.
هنا حيث تقف عواميد قصيرة لا تبلغ الخصر مسماه باسماء من المستحيل أن يُنادى عليها مرة اخرى فى الدنيا و لن تُنادى مرة اخرى إلا بإسم أمهاتهم, قد وقف هو هناك و هو يعرف الطريق جيدا, فقد كان يفطنه من كثرة ما ذهبت قدماه إلى ذلك المكان , حتى جلس القرفصاء و تمتم بأدعية و كانت تلك التمتمة تأخذ معها دموعا تنهمر رُغم إرادته و صوتا حزينا يقول " الله يرحمك يا بنى "حتى ترك لقلبه و عينيه أن يعزفا سيمفونية من الاحزان و الذكريات معا ,صوت الأحزان دوى داخله , و قد وقف و قرر أن يعود أدراجه من حيث اتى و لكن قدماه أجبرته على الجلوس مجددا , حتى شرد فى ذكرى كانت عزيزة على قلبه وقد سرح فى الاسم المنحوت على الصخرة الواقفة الشامخة امامه و هو يلومها كأنها هى من سقطت على رأسه و اودت بحياته و تأمل الإسم الذى كان يحوى إسمه بعد إسمٍ ما, لم يناديه لفترة طويلة , يبعث إلى ما تحت الصخرة من كل إعتذار ممكن, و أخذته الأرقام التى لم يفرق بينها عددا كبيرا , يكاد لا يكمل العشرة أصابع, أيقذه من شروده هزة خفيفة يتبعها صوت طالما قد كرهه, إستخرج تلك الاله التى طالما ود أن يقذفها فى البحر , و لكنه رد بسرعة بالغة بعد ان قرأ إسم المتصل و قال بصوت رجولى لا ينم عن الحاله التى هو بها , " آتٍ حالا يا سيدى"

25.11.12

عواصف

كان هو اليوم حين كنت أحاول تحطيم الرقم القياسى لعدد الامتحانات اليومية, فى سنتىّ الثانوية العامة, لا اعتقد أن وقتى يتسع للإستذكار , فها هو اليوم قد ضاع و غدا نقوم بواجب غد و بعد غد كذلك و هكذا دواليك طوال الاسبوع دون رحمه أو شفقة, ولكن الذى يؤلم هو ظهور ما يعكر صفوف هذا البحر, ببعض الإمتحانات العاتية التى كثيرا ما أخوضها دون الإستعداد الكامل لها, حتى بعد علمى بمدى سهولتها أو صعوبتها , حلم حياتى أن أصل إلى الواحد الصحيح (50/50) يساوى واحد أتمنى أن اصل إليه, لستُ مادياً -بحكم أن المدرس يعطينا مكافئة مالية- و لكنه الحلم فى الوصول للمال , أقصد الدرجات العليا ,و قد بدأ اليوم و أنا أعلم أنى سأخوض عاصفتين, كنت أعلم أن الأولى أشد قوة من الثانية , و لكنى كنت أكره ذاك الجزء من المحيط هل بسبب مدربه أم بسبب ما فيه , لا اعلم, ولكنى كنت اعلم أنى سافشل فيه و لكن بنسبتى العادية و ليس فشلا ذريعا, كنت قد علمت ببعض محتويات الامتحان قبل الغوص فيه, ولكن حتى هذا لم استطع أن أعبر منه يإمتياز , عبرته و لكن دون إمتياز أو حتى جودة, ثم إنتهى الوقت و قد إستعدد للعاصفة الاخرى التى كنت ادرى مدى سهولتها فهى ليست كقرينتها , و أن تلك يجب أن أخرج منها حاصلة على المال , أقصد الدرجات الكاملة , و لكن الله يفعل ما يشاء, قد وفقنى فيه و لكن هيهات , قد كتب لى ألا احصل على الواحد أبدا ,و قد حاولت فى نموذج أخر أكثر سهولة , إذ لربما يوفقنى الله , و لكن من الظاهر أنى احسد نفسى! أُجيب اول سؤال فأيقن انى كالصخر و أن ذلك المال قد دخل جيبى و إذا به يطير منه شيئا فشيئا حتى يختفى و يصبح جيبى فارغا !
من ثم إنطلقت إلى محطتى الاخرى , لم أملك متسع من الوقت لإختيار نوع سيارتى الفارهة فى العودة, فقذفت بنفسى وسط الزحام المتحرك, الذى يركبه جميع افراد الشعب, و قد كان الجو باردا فى الخارج , لكن كثرة الإحتكاك ولد الدفء الذى سرعان ما تبدل بالحرارة , و قد تعجبت كثيرا من الرجال الجالسون التاركون سيداتهم و امهاتهم و اخواتهم واقفات و هم يتعرضون لقوة الإحتكاك تلك , و لكنى أتأثر بهن و أنا مكتوف الايد ,
إستطعت أن أخرج من وسط هذا الزحام لأهبط فى مكان أبعد مما كنت أريد, أريح أعصابى ببعض من المشى الهادئ حتى وصلت أخيرا , إلى محتطى الأخيرة, ذهبتها باكرة عشر دقائق عن الميعاد لمقابلة مدرسى للغة الفرنسية الذي لم اعثر عليه و قد حزنت لعدم مقابلته هذا الاسبوع و فى مثل هذا اليوم العصيب الذى كنت احتاج فيه لجرعة من إبتسامته و تحميسه لى , و لكنى سمعت أنى على عقب دخول عاصفة أخرى من عواصف هذا اليوم , و قد حدث, اعتقد ان هذا كان قرة عين لسابقه من الاحداث فقد كان سهل العبور إلا تلك الكلمة التى لم افهم لها معنى باللغة الاخرى و هى " التطرف" التطرف فى التعب , فى إنهاك النفس , فى حرمان النفس من الشعور بالفرحة عند الخروج من لجنة الإمتحان , و الاسوأ حرمانها من شعور السجود شكرا لله طوال اليوم شائت ام ابت, التطرف فى تحطيم الارقام القياسية فى عدد الإمتحانات فى اليوم الواحد(6 إختبارات)و كل ذلك فى محاوله لفتح تلك الاله التى لا تريد أن تعمل, كل هذا فى محاولة لتدريب عضلة العقل على التفكير المستمر الذى لا ينقطع , و الذى لا يقوم هو به .
و قد قال علماء النفس ان هذا الشعور, التعب السعيد, الذى تشعر به فى نهاية اليوم ما هو إلا تعب العُمّال بداخلك لصناعة الإنسان(انت), وقد نويت أن أُنهى يومى بشئ لم افعله , و هو صلة القرابة و السؤال على عمّى , ياه قد كنت اأشتاق إليه

24.11.12

فهم الاخرين

بالرغم أنى تعلمت تحليل الكلام الذى أقرأه لمعرفة شخصية كاتبه ,إلا أننى لا أعرف أن أُحدد شخصية من استمع إليه إلا إذا كنت أقرأ له أو لها شيئا, و لكننى أقف بإبتسامة بلهاء امام وجهه ,سارحة , محاولة أن أفهم ما يقول!

23.11.12

الامل

الأمل هو ذلك الذى تشعر به فى داخل عقلك ليقنعك بالإستمرار فى فعل ما تفعل, متى فقدت الامل لَمِتَّ مللا مما تفعل , لم تكن لتبذل ما تبذل من عمل إلا بوجود ذلك الأمل.
ه
و تلك التمتمة التى يتمتمها بائع الليمون المقارب لتسعين عاما تضرعا إلى الله املا فى المزيد من الامل ليبقى على حاله تلك , أو ربما املا فى أن يذهب إلى حيث لا يعود لتلك الدنيا و أملا فى أنه سيجد فيها خيرا مما يرى الان.
الأمل هو دعاء الجدة بالراحة الأبدية دون الإحتياج لغيرها, تمتمتها ببشرى قُرب ذاك اليوم لها , لترتاح كما إرتاحت قرينتها دون إحتياج للناس , دون إحداث ثقل على العالم , هو أمل و هى أمل و كله أمل فى رحمة الله تعالى!

12.11.12

لم اتوق منكم تلك العقلية الصغيرة!

كيف يُقاس حجم العقل؟ هل بكمية المعلومات فيه , ام بالإستجابة فى المواقف الذى يمر هذا العقل عليها؟ ﻷنه فى كثير من المواقف يُقاس بالإستجابة و ليس بكمية المعلومات التى فى الداخل, فذو السنون الصغيرة يتحدثون و يمرحون كأنهم كِبارا , و بعض الكبار يفرق معهم قليلا من الإهتمام!

_-_inspired by MR Mostafa_-_