25.11.12

عواصف

كان هو اليوم حين كنت أحاول تحطيم الرقم القياسى لعدد الامتحانات اليومية, فى سنتىّ الثانوية العامة, لا اعتقد أن وقتى يتسع للإستذكار , فها هو اليوم قد ضاع و غدا نقوم بواجب غد و بعد غد كذلك و هكذا دواليك طوال الاسبوع دون رحمه أو شفقة, ولكن الذى يؤلم هو ظهور ما يعكر صفوف هذا البحر, ببعض الإمتحانات العاتية التى كثيرا ما أخوضها دون الإستعداد الكامل لها, حتى بعد علمى بمدى سهولتها أو صعوبتها , حلم حياتى أن أصل إلى الواحد الصحيح (50/50) يساوى واحد أتمنى أن اصل إليه, لستُ مادياً -بحكم أن المدرس يعطينا مكافئة مالية- و لكنه الحلم فى الوصول للمال , أقصد الدرجات العليا ,و قد بدأ اليوم و أنا أعلم أنى سأخوض عاصفتين, كنت أعلم أن الأولى أشد قوة من الثانية , و لكنى كنت أكره ذاك الجزء من المحيط هل بسبب مدربه أم بسبب ما فيه , لا اعلم, ولكنى كنت اعلم أنى سافشل فيه و لكن بنسبتى العادية و ليس فشلا ذريعا, كنت قد علمت ببعض محتويات الامتحان قبل الغوص فيه, ولكن حتى هذا لم استطع أن أعبر منه يإمتياز , عبرته و لكن دون إمتياز أو حتى جودة, ثم إنتهى الوقت و قد إستعدد للعاصفة الاخرى التى كنت ادرى مدى سهولتها فهى ليست كقرينتها , و أن تلك يجب أن أخرج منها حاصلة على المال , أقصد الدرجات الكاملة , و لكن الله يفعل ما يشاء, قد وفقنى فيه و لكن هيهات , قد كتب لى ألا احصل على الواحد أبدا ,و قد حاولت فى نموذج أخر أكثر سهولة , إذ لربما يوفقنى الله , و لكن من الظاهر أنى احسد نفسى! أُجيب اول سؤال فأيقن انى كالصخر و أن ذلك المال قد دخل جيبى و إذا به يطير منه شيئا فشيئا حتى يختفى و يصبح جيبى فارغا !
من ثم إنطلقت إلى محطتى الاخرى , لم أملك متسع من الوقت لإختيار نوع سيارتى الفارهة فى العودة, فقذفت بنفسى وسط الزحام المتحرك, الذى يركبه جميع افراد الشعب, و قد كان الجو باردا فى الخارج , لكن كثرة الإحتكاك ولد الدفء الذى سرعان ما تبدل بالحرارة , و قد تعجبت كثيرا من الرجال الجالسون التاركون سيداتهم و امهاتهم و اخواتهم واقفات و هم يتعرضون لقوة الإحتكاك تلك , و لكنى أتأثر بهن و أنا مكتوف الايد ,
إستطعت أن أخرج من وسط هذا الزحام لأهبط فى مكان أبعد مما كنت أريد, أريح أعصابى ببعض من المشى الهادئ حتى وصلت أخيرا , إلى محتطى الأخيرة, ذهبتها باكرة عشر دقائق عن الميعاد لمقابلة مدرسى للغة الفرنسية الذي لم اعثر عليه و قد حزنت لعدم مقابلته هذا الاسبوع و فى مثل هذا اليوم العصيب الذى كنت احتاج فيه لجرعة من إبتسامته و تحميسه لى , و لكنى سمعت أنى على عقب دخول عاصفة أخرى من عواصف هذا اليوم , و قد حدث, اعتقد ان هذا كان قرة عين لسابقه من الاحداث فقد كان سهل العبور إلا تلك الكلمة التى لم افهم لها معنى باللغة الاخرى و هى " التطرف" التطرف فى التعب , فى إنهاك النفس , فى حرمان النفس من الشعور بالفرحة عند الخروج من لجنة الإمتحان , و الاسوأ حرمانها من شعور السجود شكرا لله طوال اليوم شائت ام ابت, التطرف فى تحطيم الارقام القياسية فى عدد الإمتحانات فى اليوم الواحد(6 إختبارات)و كل ذلك فى محاوله لفتح تلك الاله التى لا تريد أن تعمل, كل هذا فى محاولة لتدريب عضلة العقل على التفكير المستمر الذى لا ينقطع , و الذى لا يقوم هو به .
و قد قال علماء النفس ان هذا الشعور, التعب السعيد, الذى تشعر به فى نهاية اليوم ما هو إلا تعب العُمّال بداخلك لصناعة الإنسان(انت), وقد نويت أن أُنهى يومى بشئ لم افعله , و هو صلة القرابة و السؤال على عمّى , ياه قد كنت اأشتاق إليه

هناك تعليقان (2):

  1. رائع نورهان اسلوبك في الكتابة جميل
    استمري علي ابداعك و كوني علي يقين ان هناك من يحب كتاباتك و لا تيأسي ابدا
    دعواتي لكي بالتوفيق دائما

    ردحذف