6.10.12

تجربة جديدة

 أول أمس, كان يوما رائعا فى حياتى ,سأسرد لكم القصة من بدايتها ,بدأ الأمر حينما كنت فى العاشرة او التاسعة من عمرى , لا أتذكر تحديداً و  لكن البداية حيثما أتذكر كانت هناك, حين كنت فى الصف الرابع الابتدائى , و فتحت لنا المدرسة باباً للترشح فى " فريق الكشافة المدرسى" و فورا قررت أن أذهب و أخبر والدتى أنى أريد أن أسجل أسمى و أشارك معهم لأن كلمة الكشافة كانت فى مُخيلتى أننا نذهب للغابات و نعيش تلك الحياة البدائية من اشعال النار بالحطب , الى استخدامة فى الطهى, و البحث عن طعام و غيره من طقوس الكشافة التى كنت اشاهدها فى أفلام الكرتون , سيطرت علىّ الفكرة حتى قررت ان أعقد إجتماعا طارئًا للعائلة , اجلست ابى و امى و إستجمعت شجعاتى , التى أمتلكها "على الفاضى" و صارحتهم أنى أريد أن أشارك فى فريق الكشافة المدرسى لأن الأمر سيكون هاماً لى , ولأنى و لسبب ما بداخلى أريد أن أشارك , و لا اعلم ما هو! و لكنى أبدا لم أتوقع أن يصبح معى تصريحين متناقضين من الأفعال , رفض امى و قبول ابى ,قررت أن أعرف سبب كلٌ منهما فإختليت بأحدهما حتى أخذ يحمسنى و يسرد على ما كان يفعله أثناء ما كان هو فى فريق الكشافة و كيف أنها ستكون رائعة و سأكتسب فيها مهارة العمل و الإقدام و بالتأكيد ستعود علىّ بالمنفعة ثم خرجت لها فقالت لى , "أنا أعتذر لا أستطيع ان أتركك تذهبى وحدك! أخاف عليك", "ولكن يا امى أريد أن أجرب شيئا جديدا" , "أعتذر يا أبنتى العزيزة فى غير مرة أن شاء الله" , حتى ادركت الآن انهما كانا متفقان لكى لا اذهب,و توالت الايام فى ملل و جفاء و خلاء من تلك "الغير مرة" حتى كدت ان استسلم و لكن بعد سنين و بعد أن اصبحت فى السادسة عشر, او السابعة عشر , و لكنى أتذكر انى كنت فى بداية المرحلة الثانوية ,اخبرتى صديقتى ان هنال حملة من الحملات , سنكون فى"مترو القاهرة"  لننشر الوعى الاخلاقى بين الناس و نحدثهم عن الاخلاق و السلوكيات الصحيحة , حتى طرت فرحا ورحت لأمى فى حماس زائد , "امى اريد الذهاب " و لكن كان الرد غير متوقع عندما قالت" لا تستطيعين" ,"لماذا يا امى!", "اخاف عليك انتِ بنتٌ وحدك و لن اتركك" , "يا امى الحملة مؤمّنة و معى صديقتى و لن يحدث لى شئ!"," لا لن اضعك فى احتمالية حدوث شئ لكى فأنت ابنتى الوحيدة و انا اخاف عليكِ "... اأما أول أمس فحدث شيئا رائعا بالنسبة لى , هو بالتأكيد لم يكن بمثل "فريق الكشافة" أو تلك الحملة ,كان كالآتى, طلب منا المدرس أن يقوم أحدا منا لحل مسألة حسابية , كنت أريد أن يختارنى , ولكنة قال "من منكم يترشح؟", حتى لم يقم أحد , حللت المسألة كنوع من زيادة ثقة نفسى و شجعاتى لأقوم و عرضت عليه الحل , حتى اخبرنى أن الحل صحيح ,فعرض على القيام و تردد كثيرا لكمية التوتر التى كنت بها و هو يعرض على ذلك و أن قوة نبضات قلبى التى كنت اشعر بها اخافتنى كثيرا و ردتنى عن القيام من مكانى, حتى نادى على زميل لى كان اكثر منا جميعا ذكاءً -ما شاء الله عليه- حتى سارعت فى القول"  لا سأقوم انا,مازلت هنا "قمت و انا فى رعب ,فى محاولة لتهدئة من روعى و من نبضات قلبى بالتنفس البطئ و إقناع نفسى أن الامر ليس صعبا و أني حللتها من قبل و أعرف الناتج و لن أُخطئ إن شاء الله , تقربت من "الصبورة" للكتابة واخذ خطى فى الارتعاش و صوتى كذلك و لم استطع الوقوف, حاولت أن أتماسك , وتماسكت و ظل نبض قلبى ملازم لى بصوت عالى و نبرة صوتى المرتعبة المهتزة , حتى جاء المدرس وسألنى سؤال قلت فى نفسى " هو انا ناقصة , مش عارفة افكر!" و أدركت انى سأجيب سأجيب , فنسيت تلك الفكرة و فكرت فى السؤال و تجاوزت هذا "المطب الصناعى" حتى أجبت علية بإمتياز و أنهيت المسألة و انا مازلت فى توتر و مازالت نبضات قلبى تلازمنى بقوة , و لا ارى امامى إلا من يسال سؤالاً و أجيبة , حتى أنهيتها, و ووقفت , و عدت إلى مكانى فى شعور غير الذى قمت به تماما , قل بعض من التوتر حتى إختفى مع الوقت , و لكن ما زاد , هو ذلك الشعور بأنى استطيع ان اتحدث من موقعى هذا , و زادت الثقة بنفسى و قدرتى على الحديث مع المدرس و مع زملائى , .شعور رائع غير الذى كنت بة قبل تلك الحادثة الرائعة عدت إلى أمى فى المنزل لأحكى لها و أنا فى سعادتى البالغة

_-_ thanks To Mr. Mahmoud Medhat_-_

هناك تعليق واحد: