11.2.13

اصلح يا صالح

فى داخل الحادث ولِد, خرج من مرقده لشم الرائحة العطرة للقنابل المسلية للدموع, ليرقد وسط أغانى مِن الهتافات الملهمة المتحدة , بدأ هنا, اما ما جاء به إلى هنا هو إتجاه عربته, فى قصة تبدأ بأمه التي ستنزل الميدان كي تدافع عن حقها و حق غيرها من الحروب المتتالية لحروب المرأة , و ستظل الحرب قائمة ضد التحرش الجنسي الذى لن يرحم الانثى و هي على اية حال , حتى لو كانت مثل هذه الام المسكينة و سيختلط هِتاف الإناث بهتاف الرحيل  .
ساعدها الحشد الانثوي حتى تُخرِج ما بداخلها , ستخرجه هنا , الآن, اُخرَج كأنما ستُخرِج ورقة من أذنك ادخلتها عن طريق فمك, وهكذا اتى صالح , هكذا اسمته , كي يحمل ما فى إسمه من صلح إلى المجتمع .
ولكن هذا الصالح قد قرر فى قرارة نفسه الصغيرة أن يربى العصيان فى داخله,قرر انه سيكون مشاغبا,قليلا ما سيستمع للناس ,وقليلا ما سيأخذ بآرائهم ,سيصمم على رفض كل ما هو ورقى من كتب و ملازم و مراجع , حتى انه سيهوى من أعلى الجبل الذي كانت تبنيه له عائلته طوال السنوات التي كان هو فيها مجرد روح منتظرة لأحداث و من ثم لتسع اشهر لتجد نفسها فوق جبل ,الجبل العالي الذى يتمناه الكير كما يقال له, ليقرر أنه سيهوى من المدارس اللغات ولن يستقر هنا بل سيسعى إلى الحكومة بعدها التجارية و التي سيرقد بها حتى يمر عليه قطار العمر ذو التسعة عشر عربة,أيضا ستعجبه حياته هكذا , و سيمضى العمر على القهوة , وسط المرح و اللهو!
و لكن ما سينقطع دعاء الأم و إلحاحها له بالنظر للامام و متابعة الحياة من الخارج أو من الداخل أو حتى متابعة ما يحدث فى مدرسته ,أو حتى ما فى الدروس المنزلية التي ستهدى الولد مع المدرسين,ولكنها ظلت محاولات تذهب سُدى!
حتى سيمضى عشرة عربات اخريات من عمر ذلك الصالح و تقوم ثورة اخرى حتى أن الأم لن تتركها و ستنزل إلى هناك سواء اتى معها ليحميها ام لا! كانت لها آمالاً .. ظل الهتاف حتى وصل إلى مصدر الدعاء للصالح .. سيدعون انهم بذلوا مجهودهم ولكنه امر من جهات إلاهية لا عودة فيه , سينقطع الدعاء, و ستصل اخيار الام للصالح فيحفوا لرؤيتها كأن صالحاً فتح عينية ,سيرى ذلك الوجه الابيض و سيري ما فعل بها فى تسعة و عشرون عاما و سيشم غازه المسيل للدموع حتى يجبر دموعة على السيلان, فيحمل جثتها إلى حيث هي فى أمان , و إلى حيث سيحاول العودة إلى ما كان علية
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق