30.8.13

321

أضحى جالسا وحده بعد ان غادره الجميع و تركوه وحيدا, حاكم التوفيقى , المحامى بالنقد , تعوّد أن يمضى ليلته فى مكتبه , فلا يمسى له بال للعودة لمنزله و المصارعة مع زوجته التى لا تكف عن ما يسميه الزن ,لتوفير كل ما يلزم لبناته التؤام اللتان لا تكفان عن الصراخ , فأصبح لأ يطيق العودة للمنزل الذى لم يعد يجد فية الهدوء ,و رجح عدم العودة للمنزل تلك الليله بالخصوص لأمنيته فى ان تنتهى ليله الخميس مع اصحابه و يغدو فى التفكير فى الخطاب الذى اتاه من مجهول و نصة :

حاكم التوفيقى ,

"عندى لك عرض الموسم, إن كنت مهتما له فقابلنى , فإتجهاك فى اخر قضية لك لن تؤدى بك إلا إلى للهلاك ,إبتعد عنها إن كنت حريص على ما لديك , معى اوراق لإثبات ذلك إن كنت مهتما , موعد اللقاء الثامنة صباح الحادى و العشرون من مارس ,عيد الام , المفضل لدى."

مضى اسبوع على قراءته لتلك الرسالة يوميا, و هو لا يدرى ماذا يفعل, أيذهب و يرى ما هو ذلك العرض الذي يبدو من سخرية صاحب الرساله انه مزاح, ام يأخذ الأمر على محمل الجد و يذهب غدا لمقابلته
هو يعلم جيدا ما هى اخر قضية , و إلى اين ستؤدى به, لم يكن ليقبل بها فى البداية , و لكنه يعلم أن المتهم صديق عزيز له , فلا يسعه تركه , كان يريد ان يُدخل إسمه فى مثل تلك القضية , فهو يعنى التضحية من اجل صديقة العزيز ,و إعلاء صورة الاب`, و الاروع تعظيم المبادئ عندهن, ماذا إن ظل فى مثل ذلك الطريق , ها هو الان , لا يترك للنوم سبيلا لعينه, إنها اول ليلية يحتسى بها ثلاثة اكواب من القهوة , و لولا عدم توفر السجائر معه و محاولته للإقلاع عن التدخين, لإمتلاء مكتبه بأعقاب السجائر ,  و لكنه يوفر ثمنها محاولة لإقناع نفسه انها مضرة لإبنتيه الصغيرتين .
و لكن ذلك التوتر القاتل الذى يجعلة لا يدرك ما يريد منه الرجل , هو يعلم مدى خطورة قضية صديقة , فقضايا الفساد السياسى و غسيل الاموال, التى هو متهم بهما زورا ,لا تنتهى بالخير , هو يثق بقدراته على إجتياز تلك القضية و عبور مروان ياسر صديقة بالبراءة امام هشام النشار إبن وزير المالية الاسبق ,لم يشك للحظة , و لكنما حدثه فيه سيادة الوزير و الحياة التى وعده بها إذا رفض الدفاع و "تلبيس" القضية لصديقه بالكامل, ذلك لا يعنى فقط براءة احد المتهمين بحق , و لكنة يعنى ايضا التخلى عن مبادئه , و لكن المقابل... يضع المقابل فى كفة و المبادئ فى كفة .. أى عاقل سيختار المقابل؟! بالطبع هو فى حيرة من امرة , فذاك المقابل يغنيه عن العمل ل عشرات السنوات , و قد ينجح فى كتم "زن" زوجته على المصاريف و ما تريدة للبنات , وكيف انها " إتهدت من شغل البيت و تربية البنات , و عايزة شغاله" هل يقدر على هذا كله , الجلسه غدا , اليوم بالتوقيت الصحيح , فالساعة الان السابعة صباحا, و هو غارق بين اوراق القضية و الخطاب مجهول الهوية .
السابعة و النصف تدق , و بعد ان قرر حاكم ان لا يقابل الرجل , جذبه فضوله من يده مهرولا ,ذاهبا إلى حيث الملتقى, .
اشارا العقربين فى ساعته الثامنة و الربع يصل, ايعقل ان يكون الرجل قد رحل ولم ينتظرة ام كانت محاوله لتشكيكه فى تلك القضية, ولكن يقاطع شرودة كهل يربت على كتفه قائلا :
كويس إنك جيت ..
رد عليه فى صوت متهدج:و هو إنت صاحب الرسالة دى
أيوة انا , و مش بهزر معاك, أنا من الوزارة, و لو ماتنزلتش عن مرافعتك فى القضية ديه , و مسبتش القانون ياخد مجراة إنت و بناتك اللى هتتحاسبوا , و إنت ادرى إحنا بنحاسب إزاى, و على العموم القرار ليك و ليك مكافئتك .. أظن سيادة الوزير كلمك..
 تركه الرجل وحده للتفكير...

إندهش حاكم و لم يرد , فلم يقو لسانه على التحرك.. "انا حاكم التوفيقى المحامى بالنقد, اتعرض للتهديد لأول مرة فى حياتى و اختار بين مبادئى و تهديدى و لكن المرافعة بعد نصف ساعة أأذهب؟ أأساعد مروان ؟ ام احافظ على اسرتى و اضمن مالا لزوجتى؟ "
 مشى حاكم إلى المحكمة دون علم منه ماذا قد يفعل به تفكيرة , ما الذى سيتفوة به لسانه امام القاضى ,
إلى ان وجد نفسه يسمع نداء المنادى : القضية رقم 321
السيد مروان ياسر
و نداء القاضى محامى المتهم يتفضل بإدلاء دفاعه
و يقف حاكم بشموخ و بصوت واثق :بلى يا سيدى القاضى الدفاع حاضر...

شكرا لمساعدة أحمد مجدى ^^

هناك تعليقان (2):

  1. تقدم ملحوظ فى إسلوب الكتابه ...إلى الأمام , وطريقة المونولوج الداخلى الممزوج السرد دقيقة جداً ....القصة أيضاً تحتاج لمزيد من التفاصيل والأحداث , تحتاج لإرباك القارىء أكثر من ذلك , تحتاج لرحلة طويلة بين البداية والنهاية , فيما عدا ذلك فرائع يانورهان

    ردحذف
  2. شكرا يا مستر , مازلت احاول و سأُحاول تجنب تلك المشاكل فى المرة القاد إن شاء الله :)

    ردحذف